مادة اعلانية

بريطانيا ترفع الراية البيضاء أمام آبل!
بريطانيا ترفع الراية البيضاء أمام آبل!

أعلنت مديرة المخابرات الأمريكية تولسي جابارد عبر منصة "إكس" خبراً صادماً، هو أن المملكة المتحدة تراجعت عن خططها لإجبار Apple على توفير "باب خلفي" يتيح الوصول إلى البيانات المشفّرة المحمية للمواطنين الأمريكيين.

ما بدأ كطلب حكومي "سري" تحول إلى واحدة من أكبر المواجهات في تاريخ الخصوصية الرقمية. استخدمت بريطانيا "قانون صلاحيات التحقيق" (IPA) للمطالبة سرًا بالوصول إلى بيانات المستخدمين المشفرة والمخزنة في iCloud حول العالم، في خطوة كان من شأنها أن تهدد خصوصية ملايين المستخدمين عالمياً.

لم تقف آبل مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد الوجودي لفلسفتها في حماية الخصوصية. ردت آبل آنذاك بإزالة ميزة "الحماية المتقدمة للبيانات" من المملكة المتحدة بدلاً من خفض معايير الأمان الخاصة بها، في رسالة واضحة مفادها أن حماية بيانات المستخدمين أهم من الأرباح.

ولكن الشركة العملاقة لم تتوقف عند هذا الحد. أوضحت آبل أنها ستسحب خدمات iCloud من المملكة المتحدة إن اضطرت إلى التضحية بأمن المستخدمين، بل وهددت بسحب خدمات أساسية مثل FaceTime و iMessage من السوق البريطانية بالكامل.

اقرأ أيضًا: آبل تستثمر 2.5 مليار دولار لتصنيع أغطية زجاج آيفون وساعة آبل داخل الولايات المتحدة

بررت بريطانيا مطلبها بأنه ضروري لمكافحة الإرهاب والتحقيق في قضايا استغلال الأطفال. وعلى الرغم من شرعية هذه المخاوف الأمنية، إلا أن النقاد رأوا فيها محاولة لاستغلال قضايا حساسة لتبرير انتهاك الخصوصية على نطاق واسع.

المشكلة الأكبر كانت في التداعيات العالمية للطلب البريطاني. أثار الأمر جدلاً واسعًا لأنه كان سيلزم آبل بتوفير وصول إلى بيانات مستخدمين خارج المملكة المتحدة دون علم حكوماتهم، مما يعني أن القرار البريطاني كان سيؤثر على خصوصية مستخدمي آبل في العالم أجمع.

دفع الولايات المتحدة للضغط على لندن للتراجع، وهو تدخل نادر يكشف عن قلق واشنطن من تداعيات السابقة التي قد تضعها بريطانيا، والتي يمكن أن تستغلها دول أخرى لتبرير طلبات مشابهة.