مادة اعلانية
نجح العلماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي في كشف القلب المخفي لسديم الفراشة، أحد أشهر السدم الكوكبية، وذلك لأول مرة منذ اكتشافه قبل أكثر من خمسين عاماً.
ويُعد هذا الإنجاز نافذة جديدة لفهم المراحل الأخيرة في حياة النجوم، حيث يُتوقع أن تمر شمسنا بمصير مشابه بعد نحو خمسة مليارات سنة.
ويقع سديم الفراشة على بُعد 3400 سنة ضوئية من الأرض، وقد حيّر العلماء لعقود بسبب الغبار الكثيف الذي حجب النجم المركزي عن الأنظار. لكن تلسكوب جيمس ويب وأدواته المتطورة تمكنت من اختراق هذه السحب الكونية، ليكشف صوراً غير مسبوقة أظهرت تفاصيل مذهلة عن تكوينات الغاز والغبار داخل السديم.
وأظهرت البيانات وجود بلورات كوارتز دقيقة في حلقة مركزية، ونفثات من الحديد والنيكل تتدفق في الفضاء، إضافة إلى جزيئات هيدروكربونية معقدة لم يسبق رصدها في سديم كوكبي.
وأكد العلماء أن هذه النتائج غيّرت نظرتهم إلى السدم الكوكبية التي اعتُقد سابقاً أنها هادئة نسبياً، ليظهر أنها بيئات ديناميكية تجمع بين مناطق هادئة تتكون فيها "أحجار كريمة كونية"، وأخرى عنيفة تشهد تفاعلات نارية.
ويُقدَّر حجم أجنحة سديم الفراشة بنحو ثلاث سنوات ضوئية، في حين لا يتجاوز حجم النجم المركزي بضعة آلاف من الكيلومترات، مع حرارة سطحية تصل إلى 220 ألف درجة مئوية.
ويرى الباحثون أن هذه المرحلة المثيرة في حياة النجم قصيرة نسبياً، إذ لا تتجاوز 20 ألف سنة، لكنها تقدم فرصة نادرة لدراسة دورة حياة النجوم وآليات تشكل العناصر في الكون.