مادة اعلانية

ثورة في عالم التكنولوجيا.. علماء يطوّرون حواسيب تعمل بخلايا دماغ بشرية حية
ثورة في عالم التكنولوجيا.. علماء يطوّرون حواسيب تعمل بخلايا دماغ بشرية حية

في خطوة غير مسبوقة نحو مستقبل الحوسبة الحيوية، يعمل علماء حول العالم على تطوير معالجات تعتمد على خلايا دماغ بشرية حية، في محاولة لابتكار جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر يُعرف باسم "البرمجيات الرطبة"، يجمع بين الذكاء البيولوجي وكفاءة الطاقة.

وتقود شركة FinalSpark السويسرية هذا المجال الطموح من خلال تطوير "المعالجات الحيوية" التي تُبنى على مجموعات من الخلايا العصبية البشرية تُعرف بالعضيات الدماغية، والمستخلصة من خلايا جلد يعاد برمجتها لتتحول إلى خلايا جذعية. وتُظهر هذه العضيات سلوكيات تعلم بدائية واستجابات كهربائية تُحاكي نشاط الدماغ الطبيعي.

تُحفظ هذه العضيات في بيئة مخبرية مغذية، وتُوصل بأقطاب كهربائية تتيح تفاعلها مع أجهزة الكمبيوتر. فعند إرسال نبضات كهربائية إليها، تُنتج إشارات تماثل الرموز الثنائية (1 و0) في الحوسبة التقليدية. كما يجري تدريبها باستخدام مادة الدوبامين لتحفيز التعلم بطريقة مشابهة لآلية عمل الدماغ البشري.

ويؤكد الدكتور فريد جوردان، أحد مؤسسي الشركة، أن الخلايا العصبية أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بمليون مرة من الدوائر الإلكترونية، ما يجعلها بديلاً مستقبلياً لتقنيات الذكاء الاصطناعي كثيفة الطاقة.

ورغم الآفاق الواسعة، تواجه هذه التقنية تحديات علمية وأخلاقية معقدة، إذ تعيش العضيات لفترات محدودة لا تتجاوز أربعة أشهر، ولا يمكن "إعادة تشغيلها" بعد موتها. كما تعمل الشركة تحت إشراف مختصين في الأخلاقيات العلمية لضمان عدم تجاوز أي حدود بيولوجية، مع التأكيد على أن هذه الخلايا لا تمتلك وعياً أو إحساساً بالألم.

ويرى العلماء أن الحوسبة الحيوية لن تحل محل الحواسيب السيليكونية في الوقت القريب، لكنها قد تشكّل ثورة علمية تفتح آفاقاً لفهم الدماغ البشري وتطوير أبحاث علاج الأمراض العصبية.