مادة اعلانية


منذ القدم ارتبط النوم بالراحة والتجدد الجسدي، لكن الأبحاث الحديثة تؤكد أن طريقة النوم قد تكون بنفس أهمية مدته، إذ تبين أن الوضعية التي نختارها يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة الدماغ والذاكرة.
تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أوضح أن النوم على الجانب سواء الأيسر أو الأيمن يساعد الدماغ على التخلص من السموم المتراكمة بكفاءة أكبر، مما يقلل فرص الإصابة بتراجع الذاكرة، في حين أن النوم على الظهر يضعف قدرة الدماغ على تنظيف نفسه من الفضلات ويزيد من احتمالية تراكم بروتينات مرتبطة بمرض ألزهايمر، أما النوم على البطن فيُعد الأسوأ لأنه يضر العمود الفقري ويعيق التنفس.
اقرأ أيضا: النوم المبكر يعزز النشاط البدني.. دراسة جديدة تكشف العلاقة بين توقيت النوم والحركة اليومية
خلال ساعات النوم ينشط ما يعرف بالنظام الجليمفاوي داخل الدماغ، وهو بمثابة شبكة تصريف دقيقة تستخدم السائل النخاعي لإزالة الفضلات. هذا النظام يكون أكثر فاعلية عند النوم على الجانب، حيث يسمح بتدفق أفضل للسوائل والتخلص من البروتينات الضارة مثل "بيتا أميلويد" و"تاو"، واللذين يسبب تراكمهما تلفًا تدريجيًا في الخلايا العصبية ويزيد خطر الإصابة بالخرف وألزهايمر.
ولتحويل النوم الجانبي إلى عادة صحية، ينصح الخبراء بالتدريب التدريجي على هذه الوضعية باستخدام وسادة خلف الظهر، ووضع أخرى بين الركبتين لتوزيع الوزن، بالإضافة إلى ضبط ارتفاع وسادة الرأس بما يتناسب مع مستوى الكتف، واختيار مرتبة داعمة للعمود الفقري.
ويتوقع أن يتجاوز عدد المصابين بالخرف في بريطانيا وحدها 1.4 مليون شخص بحلول عام 2040، وهو ما يجعل تغيير بسيط في وضعية النوم خطوة وقائية فعالة على مستوى المجتمع. النوم على الجانب ليس مجرد تفضيل شخصي، بل استثمار طويل الأمد في صحة الدماغ والذاكرة.