فلسطين وقمة ألاسكا !
مادة اعلانية


د. حازم قشوع
حتى اللحظة الأخيرة كان الحديث عن مكان انعقاد القمة يتجه باتجاه ابوظبى حيث مكان الحياد، الى ان توصل الكرملين مع البيت الأبيض على صيغة انعقاد تبادلية جعلت من مكان انعقادها يكون فى الاسكا، وهذا ما جعل من جدول الأعمال يقسم بين البلدين ليكون الإطار العام فى موسكو وجملة المضمون فى ألاسكا حيث سيكون مكان انعقاد القمة القطبية في الخامس عشر من شهر اب الحالي، وهذا ما يعني أن روسيا وامريكا توافقت على تطبيع العلاقات الدبلوماسية والذى يظهر التوافق المكاني وذلك برمزيه الابتعاد عن المكان الحيادي كما جعل سمة الاعلان تعني قيام الرابطة القطبية الجديده والتى ستعمل على بناء روابط الشراكة بين البلدين الجارين عبر ألاسكا الولاية المضيفة، وهي الولاية التي كانت لوقت ليس ببعيد تتبع للاتحاد الروسي ما جعلها تشكل نقطه مركزيه لعودة العلاقات الروسية الامريكية لتكون طبيعيه وبناءه تصل لدرجة التشاركية في روابط استراتيجيه، هو ما بينه الرئيس دونالد ترامب عند بيان تأكيده على هذا اللقاء.
وقبل اعلان لقاء القمة أخذت ترسم شكل جديد للعلاقات البينية وتخفف من حالة الاحتقان السائدة بين القطبين، فيقوم البيت الأبيض الإعلان عن صيغة توافق بين أرمينيا وأذربيجان، وكما يعلن الرئيس الأمريكي عن تفاهم يصل لدرجة مصالحه حول مسألة أوكرانيا ببيان برنامج تبادل الأراضى المرسوم واللقاء المزمع اجراءه بين الرئيس بوتين والرئيس زيلنسكي عقب لقاء القمة، كما يقوم الرئيس بوتين فى الاتجاه المتمم بتقديم عرض بيان للدول الحليفة التي من من أبرزها الهند التى تعتمد على روسيا كليا فى مجال الطاقة والصين التي ستحتضن لقاء ثلاثي يجمع فى بكين الرئيس بوتين والرئيس ترامب اضافه للرئيس الصيني تشي، وبهذه تكون الكثير من الملفات قيد الانتهاء في ظل عناوين التوافقات القائمة ولم يبقى إلا القضيه الفلسطينيه قيد الاشتعال والمراوحة.
واما الغريب فى الموضوع الفلسطيني الاسرائيلي اصرار الاطراف الفلسطينية بطريقة ضمنية على عدم بيان وحدة البيت الفلسطيني بالرغم من كل النداءات، وكذلك إصرار الطرف الاسرائيلي على عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جهة مع يقينه بعدم قدرته على احتلال غزة والضفة والقدس على الرغم من مناخات التهويل وأجواء التأجيج التى يقوم بها الاعلام الاسرائيلي، بدلا من تقديم الذات الإسرائيلية بطريقة تجعل من مجتمعات المنطقة تستسيغ تطبيع العلاقات بينها وبين الكيان الاسرائيلي الذي يصر ان يبحث عن السلام من فوهة الدبابه و يسترعي الأمن بالتقتيل والتجويع والتدمير، حتى بات يشكل حالة تندر عند معظم السياسيين لأفعاله الوحشية التي باتت تثير الاشمئزاز وتستدعي الإدانة صباح مساء.
وعلى القمة التى ستعقد فى يوم الجمعه القادم ان تضيف على جدول أعمالها الموضوع الفلسطيني الاسرائيلي كونه يشكل نقطه مركزيه للامن الاقليمي و للسلام الدولي، وعلى دونالد ترامب صاحب النفوذ الأقوى أن يقوم باستخدام هاتفه لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، فلا سلام دون إنصاف الحق الفلسطيني، ولا جائزه نوبل سيحظى بها إذا لم يقم باجراء الاتصال قبل موعد اجتماع القمة وليس بعدها، حتى يعود نتنياهو الى رشده ويعود للمنطقه صوت الرشاد والحكمة الذى يبينه الاردن و الملك عبدالله بالموقف والنهج، كما تؤيده السعودية ومصر ببيان واضح وصريح يقول أوقفوا الحرب ويدعو الى ضرورة عودة صوت الحكمة والقنوات الدبلوماسية للعمل من على أرضية حل الدولتين وشرعية الاعتراف بالدولة الفلسطينية