مادة اعلانية

علماء يحددون بروتينا جديدا قد يقي من الزهايمر
علماء يحددون بروتينا

كشفت دراسة حديثة أجراها مستشفى "سانت جود" لأبحاث الأطفال في الولايات المتحدة، ونُشرت في مجلة نيتشر ستركتشرال آند موليكولار بيولوجي، عن دور بروتين يسمى ميدكاين في حماية الدماغ من التغيرات المرتبطة بمرض الزهايمر. وبيّن الباحثون أن هذا البروتين يعمل كحاجز طبيعي يمنع تراكم بروتين "بيتا أميلويد" المسؤول عن تدهور الخلايا العصبية وفقدان الذاكرة.

مرض الزهايمر يصيب ملايين الأشخاص حول العالم ويتميز بوجود ترسبات لزجة من بروتين بيتا أميلويد تؤدي إلى إتلاف الدماغ والتسبب في أعراض النسيان والارتباك. الجديد في الاكتشاف أن ميدكاين لا يقتصر على التواجد بجوار هذه الترسبات، بل يمنع تشكلها من الأساس.

اقرأ أيضا: بروس ويليس: من بطل هوليوود إلى محارب صامت أمام النسيان

ميدكاين بروتين صغير ينشط بقوة في مراحل النمو الأولى للإنسان، ويساهم لاحقًا في تجدد الخلايا والتئام الأنسجة. ورغم ارتباطه سابقًا بالزهايمر وظهوره بمستويات مرتفعة لدى المرضى، فإن وظيفته لم تكن واضحة. الدراسة أوضحت أنه يتفاعل مباشرة مع بروتين بيتا أميلويد ويمنع تكتله.

باستخدام تقنيات مثل المجهر الإلكتروني والرنين المغناطيسي النووي وصبغات فلورية متطورة، أثبت فريق البحث بقيادة الدكتور جونمين بينج أن ميدكاين يوقف خطوتين أساسيتين في تكوين التكتلات: عملية الاستطالة التي تتمدد خلالها السلاسل البروتينية، ومرحلة التبلور الثانوي التي تعزز زيادة الترسبات. إدخال البروتين قلل بشكل ملحوظ من مؤشرات هذه التراكمات.

كما أجرى العلماء تجارب على الفئران أظهرت أن غياب جين ميدكاين أدى إلى زيادة ترسب بيتا أميلويد، في حين تمتعت الفئران التي احتفظت بالبروتين بحماية أفضل. هذه النتائج أكدت أن له دورًا وقائيًا حقيقيًا داخل الدماغ الحي.

ويرى الباحثون أن هذه النتائج قد تمهد لاستراتيجيات علاجية جديدة، إذ تركز معظم الأدوية المتاحة على إزالة الترسبات بعد تكونها، بينما يفتح ميدكاين الباب أمام منعها منذ البداية. ويأمل العلماء في تطوير مركبات دوائية قادرة على محاكاة عمل البروتين أو تعزيز إنتاجه داخل الجسم، بما قد يقلل من الآثار الجانبية التي رافقت بعض العلاجات السابقة.

أهمية ميدكاين لا تقتصر على الزهايمر، فقد ارتبط بدور في السرطان والالتهابات، ما يجعله نقطة التقاء بين عدة أمراض. وفهم آليات عمله قد يفتح المجال أمام مسارات علاجية مشتركة. ورغم أن الطريق ما زال طويلا قبل الوصول إلى علاج معتمد، فإن الاكتشاف يضع أساسًا جديدًا في فهم المرض ويوفر أملًا بإمكانية إيقافه قبل أن يبدأ، وهو ما قد يغير مستقبل التعامل مع أحد أكبر التحديات الصحية في العالم.