مادة اعلانية

كيف يمكن تعزيز الذاكرة دون قدرات خارقة؟
كيف يمكن تعزيز الذاكرة دون قدرات خارقة؟

قد يبدو امتلاك ذاكرة لا تنسى كأنه موهبة نادرة، لكن الواقع مختلف تمامًا. بعض الأشخاص، مثل "جيل برايس" التي شُخّصت باضطراب "الذاكرة الذاتية المفرطة"، لا ينسون أي تفصيل منذ سنوات المراهقة. وتصف برايس ذاكرتها بأنها "فيلم دائم يدور في رأسها"، يتكرر بلا توقف ويُرهقها عاطفيًا، ما يوضح أن القدرة على تذكر كل شيء ليست دائمًا نعمة.

في المقابل، يشير العلماء إلى أن النسيان وظيفة ضرورية للدماغ، تساعد على تصفية المعلومات غير المهمة والاحتفاظ بما هو مفيد فقط. فهدف الذاكرة ليس تذكر كل شيء، بل استرجاع ما نحتاج إليه في اللحظة المناسبة، وهذا يفسر لماذا ينسى معظم الناس تفاصيل صغيرة بينما تظل الأحداث المهمة عالقة في أذهانهم.

بحسب تقرير موقع Psychology Today، هناك تقنيات مثبتة علميًا لتحسين قوة الذاكرة. أولها العاطفة والارتباط الشخصي، إذ تبقى المعلومات المرتبطة بالمشاعر أو التجارب الشخصية محفورة في الذهن لفترة أطول، ويستخدم أبطال مسابقات الذاكرة هذه الطريقة لتحويل المعلومات الجافة إلى صور أو مشاهد تثير ارتباطًا عاطفيًا. التقنية الثانية هي قصر الذاكرة أو Memory Palace، التي تعتمد على تخزين المعلومات داخل أماكن مألوفة نتخيلها في أذهاننا، مما يعزز قدرة الدماغ على التذكر. أما التقنية الثالثة فهي التجزئة واستخدام قوة الثلاثيات، إذ يفضل الدماغ تجميع المعلومات في وحدات صغيرة، مثل أرقام الهواتف أو كلمات الأغاني، لتسهيل حفظها واسترجاعها.

الخلاصة أن الذاكرة القوية ليست حكراً على فئة معينة، بل مهارة يمكن تطويرها بالطرق العلمية الصحيحة. بتحفيز المشاعر، وربط المعلومات بأماكن مألوفة، وتجزيئها بذكاء، يمكن لأي شخص تعزيز قدرته على التذكر، دون الحاجة إلى امتلاك قدرات خارقة.