مادة اعلانية
عادت سوق العملات الرقمية إلى مرحلة ازدهار ملحوظة، إذ تجاوزت قيمتها السوقية الإجمالية 3.1 تريليون دولار أمريكي في 30 نوفمبر 2025، وفق بيانات منصة CoinMarketCap.
ويعكس هذا الصعود المتصاعد توسع قاعدة المستثمرين—من الأفراد إلى المؤسسات—وتزايد الثقة في الأصول الرقمية، سواء عبر الأصول الرائدة مثل البيتكوين وإيثريوم، أو عبر العملات المستقرة والمشاريع الناشئة التي باتت تحظى بحصة متزايدة من السيولة والاهتمام.
وتأتي هذه الموجة الصعودية بعد فترة من التذبذب الحذر التي شهدتها السوق خلال الأسابيع الماضية، نتيجة ضغوط تنظيمية وتشديد نقدي عالمي أثّرا على سيولة الأصول عالية المخاطر.
لكن مع تزايد التكهنات حول تخفيف محتمل في السياسة النقدية خلال الربع الأول من 2026، عادت الأموال إلى السوق، مدفوعة بتوقعات بتحسن بيئة السيولة الدولية.
وفي هذا السياق، واصل البيتكوين دوره كقاطرة السوق، مسجّلًا 91,468 دولارًا مع ارتفاع أسبوعي نسبته 4.52%، لترتفع رسملته السوقية إلى أكثر من 1.82 تريليون دولار.
أما إيثريوم، فقد عزّز موقعه عند 3,034 دولارًا بفضل توقعات بإطلاق تحديثات تقنية قريباً تهدف إلى خفض رسوم المعاملات وزيادة كفاءة الشبكة، ما دفع أحجام التداول إلى قفز إلى 11 مليار دولار خلال الأسبوع.
ولم يقتصر الانتعاش على العملات الكبرى؛ فقد شهدت أصول مثل إكس أر إس وبي إن بي وسولانا صعودًا لافتًا، في حين سجّلت عملات الخصوصية مثل زكاش ومونيرو قفزات استثنائية تجاوزت 28% و6.7% على التوالي، مدفوعة بطلب متجدد على الخصوصية في المعاملات الرقمية.
كما حافظت العملات المستقرة مثل تيثر (USDT) وUSDC وUSDe على استقرارها، ما يؤكد استمرار دورها كأداة تحوّط وسيولة داخل النظام البيئي الرقمي.
وتشير المؤشرات الحالية إلى أن السوق تدخل أسبوعًا جديدًا بزخم إيجابي، مع تداولات نشطة وثقة متزايدة.
ومع ذلك، يبقى التفاؤل مصحوبًا بالحذر، إذ إن استدامة هذا الاتجاه الصاعد يعتمد بشكل حاسم على التحركات المستقبلية للبنوك المركزية، وتدفّق السيولة العالمية، وتطوّر البيئة التنظيمية المحيطة بالأصول الرقمية.