أعمال الشغب في بريطانيا وإيلون ماسك

لا يوجد سوى فرق طفيف جدا بين المعلومات والشائعات، وقد ظهر الأمر بوضوح خلال أعمال الشغب الأخيرة في المملكة المتحدة. سبب أعمال الشغب ومسارها ليس جديدا، خاصة في الوقت الذي تبقى فيه قضية الهجرة دون حل، فإن الشائعات التي تقول إن "لاجئ قتل الفتاة الصغيرة" هي أشعلت النار في المواد القابلة للاشتعال في قلوب المواطنين الذين أصيبوا بتزايد حدة كراهية تجاه المهاجرين الأجانب.

هناك مصادر للنار ومواد قابلة للاشتعال في كل منزل، فإذا كنت تريد منع حدوث حريق، بالطبع عليك التركيز على المواد القابلة للاشتعال، ولكن الأهم من ذلك، يجب عليك السيطرة الصارمة على مصدر الحريق. لم يتمكن أي مجتمع بشري من النجاة في مواجهة الشائعات، وخاصة الشائعات التي انتشرت بحرية كبيرة مع التحريض الخارجي، بغض النظر عما إذا تم تعريف المجتمع بمجتمع ديمقراطي أو سلطوي أو منفتح أو محافظ.

هناك نتيجتان فقط لحريق في المنزل، إحداهما أن يحترق حتى لا يتبقى شيء، والأخرى أن يتم إخماده بسرعة، وذلك لأن النار لا يمكن الإطفاء بنفسها، وهذا هو السبب في كثير من دول العالم لاتخاذ إجراءات عقابية صارمة ضد من ينشرون الشائعات. تتشابه أعمال الشغب في التاريخ مثل مطاردة الساحرات في القرون الوسطى والتيار ضد السود والآسيويين في الولايات المتحدة في القرن الماضي وسلسلة من أعمال العنصرية في أوروبا في السنوات الأخيرة، حيث بدأت جميعها من الشائعات.

بعد اندلاع أعمال الشغب في المملكة المتحدة، اشتدت الحرب الكلامية بين الحكومة البريطانية والملياردير إيلون ماسك، حيث اتهم البريطانيون الآخر بأنه العقل المدبر وراء تأجيج أعمال الشغب، بينما طالب ماسك الحكومة البريطانية بعدم تقييد حرية المعلومات، في حين أصبحت منصة X المملوكة لماسك ميدان الآراء لقوى اليمين الغربي على الإنترنت، ولا تزال الشائعات مثل "القاتل من المهاجرين غير شرعيين" التي أثارت أعمال شغب واسعة النطاق تنتشر دون عوائق.

ومع الشهرة الكبيرة التي جلبتها الشركات الكبرة مثل باي بال وتسلا، قد يرى ماسك نفسه كواحد من الرجال الأقوياء القادرين لإنقاذ البشرية من العصر الصعب، لكن الحقيقة أنه قد أصبح بطل الرواية أو حتى البطل الوحيد على منصة X التي عادت إلى الروح الحرة والإشراف الفضفاض على الإنترنت المبكر خاليا من المراقبة، ولكنه قدم أيضا أسلحة جديدة للمتطرفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي على الانترنت.