العسكرية الصينية … لا من أجل الحرب فقط

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

من الممكن ان نقول إن القوات العسكرية الصينية قد شهدت في السنوات العشر الماضية قفزة نوعية بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في بداية اغسطس الجاري، مهما كان على مستوى التكنولوجيا والنظام الصناعي أو على قدرة القتال بمفردها. 

من المقاتلات الشبح إلى أنظمة الطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية بعيدة المدى، دخلت الصين نادي الدول الرائدة في التكنولوجيا الدفاعية، مع زيادة ملحوظة في نسبة الاعتماد على الذات.

لكن ما يستحق الانتباه أكثر هو أن هذه المنظومة بدأت بهدوء تتجه نحو الخارج. في الشرق الأوسط، كثفت الصين تعاونها الدفاعي مع دول مثل الإمارات والسعودية ومصر، ليتجاوز صفقات السلاح التقليدية نحو شراكات أكثر منهجية تشمل التدريب والإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا. على سبيل المثال طائرات “وينغ لونغ” بدون طيار، فالصين لا تبيع هذه المعدات فقط، بل تصدر معها أنظمة التشغيل والصيانة، مما يعزز قدرات الدول المتعاقدة على الدفاع الذاتي. 

وفي إطار “رؤية السعودية 2030”، تشارك الشركات الصينية في التعاون مع المملكة على بناء قاعدة صناعات عسكرية محلية، وهو نموذج تعاون يختلف عن النموذج الغربي التقليدي القائم على التقييد السياسي والتقني.

في الوقت نفسه، تكرر الصين على المستوى الرسمي تأكيدها أنها لا تسعى للهيمنة العسكرية، ولا تنخرط في تحالفات عسكرية، ولا تصدر أيديولوجيتها. وقد انعكس هذا الموقف عمليا في مساهمات الصين في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتأمين الملاحة في خليج عدن، وعمليات الإجلاء الإنساني.

لماذا تنجذب دول الشرق الأوسط لهذا النموذج؟ من جهة، هناك الحاجة إلى تنويع مصادر التسليح وتعزيز الاستقلال الدفاعي، ومن جهة أخرى، يوفر النموذج الصيني شراكة منخفضة الحساسية السياسية، تقلل من مخاطر الانخراط في صراعات إقليمية. 

علاوة على ذلك، خروج الصناعات العسكرية الصينية إلى العالم لا يقصد به فرض النفوذ، بل هو امتداد لمنظور الأمن المشترك. ففي منطقة تتكرر فيها الأزمات ويقل فيها منسوب الثقة، توفر الصين من خلال شراكتها الأمنية غير التدخلية نموذجا بديلا لإعادة بناء التوازن.

قد تكون الصناعات العسكرية أداة للحرب، لكنها يمكن أن تكون أيضا ضمانة للسلام. والاستراتيجية الصينية الواضحة هو بناء قدرات دفاعية ذاتية، وفي الوقت نفسه، توفير خيارات أكثر استقرارا في الشرق الأوسط و حتى للعالم باكمله الذي يشهد اضطرابات متزايدة.

 

مقالات الكاتب

على الرغم من ضغوط الرسوم الجمركية من دونالد ترامب، تجاوز النمو الاقتصادي الصيني في الربع الثاني من السنة الجارية الهدف الحكومي، حيث شهدت الصادرات الصينية إلى أسواق خارج الولايات المتحدة تقدما ملحوظا. ولا يقتصر هذا الوضع على شرق العالم، بل يشمل أيضا العديد من دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

2025 يوليو 16

عُقدت مؤخرا القمة السابعة عشرة لدول البريكس في ريو دي جانيرو بالبرازيل، تحت شعار "تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي من أجل حوكمة أكثر شمولا واستدامة". وتأتي هذه القمة في لحظة يشهد فيها العالم تحولات غير مسبوقة، حيث تسعى دول الجنوب إلى إيصال صوتها بشكل جماعي والعمل على إحداث تغيرات في النظام العالمي القائم.

 إلهام لي تشاو

من جديد أثارت الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية قلقاً شديداً للمجتمع الدولي، فهذا العمل العسكري المفاجئ يذكرنا بالسؤال الجوهري والطويل الأمد الذي تواجه دول العالم: كيف ينبغي للدول العظمى استخدام قوتها؟ هل ينبغي لها فرض النظام بنيران المدفعية، أم صياغة المستقبل بالمسؤولية وضبط النفس؟

2025 يونيو 25