المصالحة التاريخية تجلب ضوء الأمل

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران العام لأكثر من عام، تم التوصل إلى مصالحة تاريخية أخرى في العاصمة الصينية هذا الأسبوع، حيث وقع ممثلو 14 فصيلا فلسطينيا »إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية» في بكين، الأمر قد جلب ضوء الأمل للقضية الفلسطينية. أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن ترحيبه بالإعلان، وشكر الصين والدول الأخرى المشاركة في تنسيق العملية على جهودها، معتبرا أنه »خطوة مهمة في تعزيز الوحدة الوطنية للفلسطينيين.

باعتباره أول وثيقة للمصالحة الفلسطينية الداخلية توقعها برعاية جهة غير عربية، فإن إعلان بكين يشكل خطوة إيجابية في حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، حتى يذهب أبعد من أي اتفاق آخر وصلت في السنوات الأخيرة، لإن الإعلان قدم فكرة جديدة تتعارض تماما مع فكرة الغرب التي تجعل الصراعات طويلة الأمد من خلال تأجيج النيران وتقديم دعم لطرف واحد بدون التفكير للأطراف الأخرى.

من بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية، فتعد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس هي الوحيدة التي لم تنضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية، لذا اتضح إعلان بكين بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، الأمر يؤكد على أن الفصائل المختلفة بما فيها حماس توافقت على التفاوض من أجل انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية، مما يشير إلى إمكانية تحقيق المصالحة داخل فلسطين.

وفي السنوات الأخيرة، كان المجتمع الدولي في الغالب متشائما نوعا ما بشأن المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، والأمر ليس للدول الغربية فحسب، بل لعدد من الدول العربية أيضا، وحتى أن الفلسطينيين غير متفائلين بشأنها، لكن ومنذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أكتوبر من العام الماضي، شددت الصين دعوتها باستمرار إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، ومع التأكيد على أهمية تنفيذ »حل الدولتين» كحل أساسي، وتنسيق عدة جولات من الاجتماعات التحضيرية لتسهيل التوقيع على إعلان بكين الذي يمثل مستقبل القضية الفلسطينية ويمهد الطريق لوقف الحرب بين فلسطين وإسرائيل وإعادة الإعمار في غزة بعد الحرب.

إن كل من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وإعلان بكين من ثمار سياسة الصين الخارجية طويلة الأمد في الشرق الأوسط، نظرا لمواصلتها في الابتكار السياسي في القضايا الساخنة في المنطقة وجهودها في دفع الحوار بين جميع الأطراف وعدم ارتباط شؤون المنطقة بالمصالح الأنانية مع دعم الإنصاف والعدالة، كما تصر الصين على أن المجتمع الدولي لا يمكنه تهميش القضية الفلسطينية. لذلك ورغم على وضع دولي معقد وانقسامات داخلية خطيرة متواجدة في فلسطين، فإن الصين ما زالت تحظى بثقة الدول الإقليمية، وخاصة الفصائل الفلسطينية، لكن مع ذلك فإن إعلان بكين هو مجرد نقطة انطلاق فقط لضوء الأمل، والمهم الآن تنفيذ الإعلان في أسرع وقت ممكن.

مقالات الكاتب

شارك وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون في الأسبوع الماضي في برنامج إخباري على قناة سكاي نيوز البريطانية، وتحدث بشكل بليغ عن آخر التطورات للوضع في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الهجوم الإيراني على إسرائيل ردًّا على الغارات الإسرائيلية على مبنى مكتب القنصلية الإيرانية في سوريا كان عملا متهورا، فجأة سأله المذيع: ماذا ستفعل المملكة المتحدة إذا تعر

شارك وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون في الأسبوع الماضي في برنامج إخباري على قناةسكاي نيوز البريطانية، وتحدث بشكل بليغ عن آخر التطورات للوضع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنالهجوم الإيراني على إسرائيل ردا على الغارات الإسرائيلية على مبنى مكتب القنصلية الإيرانية في السوريا كان عملا متهور، فجأة سأله المذيع: ماذا ستفعل المملكة المتحدة إذا تعرض سف

"البحر الأحمر قد يصبح البحر الميت"، إن العبارة ليست مثيرة للقلق فقط، وبل وتبرز شدة خطورة للأزمة الحالية، فبعد اندلاع الحرب الجديدة في غزة، هاجمت الميليشيات الحوثية من اليمن بشكل متكرر أهدافاً في البحر الأحمر باستخدام المسيرات والصواريخ، ثم شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة جولات متعددة من الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين، الأمر أدى إلى تغيير

شهدت العلاقات بين السعودية وإيران تحسنا مستمرا منذ أن وافق البلدان على استعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال وساطة الصين في العام الماضي، كما شهد المشهد السياسي الإقليمي في الشرق الأوسط تغيرات كبيرة، الأمر قد تجلى حل القضايا الساخنة ذات الخصائص الشرقية بشكل واضح في هذه الممارسة الناجحة، والذيمكن أيضا من الاعتراف بمبادرة الأمن العالمي الصينية من ق