هل نحتاج إلى الحوار المتساوي بين الحضارات أم انتشار الديمقراطية على النمط الغربي؟

مادة اعلانية

إلهام لي تشاو
إلهام لي تشاو
نائب رئيس تحرير المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط.

تعد الديمقراطية على النمط الغربي من المضامين الأساسية للقيم الغربية وقد قامت الدول الغربية وحتى بعض الباحثين الشرقيين بترويجها على نطاق واسع منذ زمن طويل، اعتبارها علاجا سحريا لحل كافة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما تعزو الدول الغربية المشاكل التي تواجهها الدول ذات الأنظمة المختلفة إلى عدم تطبيق الديمقراطية الغربية، بغض النظر عن أنها تتعارض مع النية الأصلية للنظام الديمقراطي الأصلي.

والأخطر من ذلك هو أن العديد من العلماء يرون أن دول العالم لا يمكن أن تكون حديثة بكل معنى الكلمة إلا عن طريق تشكيل دولة قومية زائدة نظام ديمقراطي غربي، أو بعبارة أخرى، فإن الدول الحديثة لديها نموذج وحيد فقط حسب اعتقادهم، وهو أن تتبع مسار الدول الغربية، لكن وفي نفس الوقت، تعاني الدول الغربية نفسها بالأمراض المزمنة وغير مؤهلة للترويج الدمقراطية الغربية كقيمة عالمية، خاصة عندما نتحدث عما حدث بعد السابع من أكتوبر الماضي في غزة.

ومن حسن الحظ أن المزيد والمزيد من الدول لديها الآن معرفة دقيقة عن هيمنة الدول الغربية على العالم باسم الديمقراطية، خاصة فيما يتعلق بالحوكمة الدولية، حيث أعلنت حكومة نيكاراجوا في الأسبوع الماضي أنها قررت الانضمام إلى مجموعة بريكس وتقدمت بطلب إلى روسيا التي تولى منذ بداية العام الجاري الرئاسة الدورية للمجموعة. قبل ذلك، أعربت فيتنام وسريلانكا عن عزمهما التقدم رسميا للانضمام إلى مجموعة بريكس.

باعتبارها تجمع الدول الناشئة من أجل التنمية المشتركة، شهد النفوذ الدولي لمجموعة بريكس تزايدا مستمرا، حيث ارتفع عدد الدول الأعضاء في المجموعة من خمس إلى عشر دول في الأول من يناير هذا العام مع انضمام كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا، هذا وبالإضافة إلى نيكاراغوا، قدمت فنزويلا وتايلاند والسنغال وكوبا وكازاخستان وبيلاروسيا والبحرين وباكستان طلبات رسمية للانضمام إلى المجموعة أيضا.

بالمقارنة مع حلف شمال الأطلسي الذي يتبع قيادة الولايات المتحدة فقط، فإن أكبر مزايا للمنظمات الدولية المتكونة من الدول الناشئة مثل مجموعة بريكس أو منظمة شنغهاي للتعاون هي أن كل عضو لديه صوت متساو فيها، والأهم من ذلك، فإن هذه المنظمات تصر على عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث، بل وتهدف إلى خلق بيئة جيدة للتعايش السلمي والتعاون متبادل المنفعة بين الدول الأعضاء ذات التاريخ والثقافات ومستويات التنمية الاقتصادية المختلفة.

أمر آخر جدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين بالإجماع قبل أيام مشروع القرار من الصين بشأن تخصيص يوم عالمي للحوار بين الحضارات، وكان هذا المشروع جاء من مضامين مبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ. ينبغي على الجميع أن يدركوا أن إنجازات الحضارات المختلفة من كنوز  المجتمع الإنساني، في ظل تشابك الأزمات والتحديات المتعددة  مع دخل العالم إلى مرحلة جديدة من الاضطراب والتغييرات، فإن الاحترام المتبادل والحوار المتساوي بين الحضارات من الأسس لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، أما المفتاح الذهبي لحل الأزمات فهو القيم المشتركة للبشرية جمعاء وليس الديمقراطية على النمط الغربي فقط.

مقالات الكاتب

تعتبر الوحدة العربية إحدى القضايا السياسية المهمة، وتظل قضية الساعة عبر جميع المراحل التاريخية وعلى مر العصور، فالوحدة العربية، والتوافق في وجهات النظر، وتوحيد الصف العربي لهو ملف حساس يتصدر جميع الملفات، ويشكل مقوماً أساسياً لنجاح جميع المبادرات والمواقف العربية، فبالوحدة يجتاز الوطن العربي جميع التحديات بموقف عربي واحد رصين.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرارا وتكرارا على أهمية "الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي" أو وصف بالسيادة الأوروبية منذ دخوله إلى قصر الإليزيه، وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى فرنسا الأسبوع الماضي، أكد ماكرون مرة أخرى أنه إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق "الاستقلال الاستراتيجي"، فقد يتعرض للتهديد من قبل الولايات المتحدة وروسيا،

حاولت البشرية بشكل جاد وحثيث منذ الخمسينيات من القرن الماضي لتقوم الآلة بعمل الإنسان، والواقع الحالي يفيد بأن التقنية تتسارع وتيرتها بشكل مذهل، حتى لا يمكنك توقع ما يمكن أن يحدث بعد عامين أو ثلاثة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، وصار متداولا بكثرة في السنوات الأخيرة، فالذكاء الاصطناعي علم يهتم بصناعة آلات أو روبوتات مرتبطة بأنظمة حواسيب، وتقوم

كانت صناعة السفن الأمريكية تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث القدرة الإنتاجيةفي عام 1975، إذ صنعت أكثر من 70 سفينة تجارية كبيرة سنويا، لكن بعد ما يقرب من نصف قرن، تصنع الولايات المتحدة حاليًّا أقل من 1٪ من السفن التجارية في العالم، وتراجعت القدرة الإنتاجية إلى المرتبة التاسعة عشر في العالم في العام الماضي، وبالمقابل تصنع الصين ضعفين م