مادة اعلانية
أثار مشروع إيلون ماسك الجديد «غروكيبيديا»، الذي أُعلن عنه خريف 2025، جدلاً واسعاً حول من يملك الحقيقة ومن يحدد قواعد المعرفة في عصر الذكاء الاصطناعي.
الفكرة الأساسية للمشروع تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الأخطاء والتناقضات في النصوص، وتصنيف المعلومات إلى صحيحة أو جزئية أو زائفة، بهدف إنتاج نسخة من «الحقيقة» أكثر دقة وموثوقية من ويكيبيديا.
ورغم الطموح التقني للمشروع، أثار الانتقاد تساؤلات جوهرية حول حياد الخوارزميات التي ستحدد ما هو صحيح، خاصة إذا كانت بيانات التدريب نفسها منحازة. ويختلف محتوى غروكيبيديا في بعض المواضيع عن ويكيبيديا، ما يعكس طبيعة الجدل حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة الحياد أو يكرس أيديولوجية جديدة.
كما تبرز المخاوف حول الحوكمة والشفافية، إذ لم يتضح بعد دور المحررين البشريين في مراجعة المحتوى أو آليات تحديد المصادر الموثوقة، مما يجعل المشروع تحت سيطرة شركة إكس إيه آي وإيلون ماسك بلا رقابة مستقلة. هذا الخطر يزداد في ضوء تاريخ روبوت «غروك» الذي ارتكب أخطاء في الماضي بين تبني نظريات مؤامرة وإطلاق تصريحات مسيئة.
يرى الخبراء أن المفارقة تكمن في أن غروكيبيديا نفسها ستستند إلى مقالات ويكيبيديا المفتوحة المصدر، أي الجهد الذي ينتقده ماسك، فيما يشير مؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي ليست دقيقة بما يكفي لكتابة مقالات موسوعية بدون أخطاء.
في النهاية، يمثل المشروع صراعاً على السلطة المعرفية؛ فالمعرفة لم تعد مجرد تراكم معلومات، بل ساحة تحدد من يملك الحق في صياغة السردية العالمية. إذا نجح المشروع مع الشفافية والحياد، فقد يشكل بداية لعصر جديد من الموسوعات الذكية، لكن إذا فشل، فقد يتحول إلى أداة لاحتكار الحقيقة من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.