مادة اعلانية

مشاعر النحل ليست فردية: التفاؤل ينتقل بصريًا ويغيّر سلوك المستعمرة
مشاعر النحل ليست فردية: التفاؤل ينتقل بصريًا ويغيّر سلوك المستعمرة

كشف فريق من علماء الأحياء أن النحل الطنان أصفر الذيل (Bombus terrestris) يمتلك عالماً شعورياً أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد، وأن الحالة المزاجية الإيجابية لدى نحلة واحدة قادرة على التأثير في سلوك مستعمرة كاملة. 

واعتمد الباحثون في دراستهم على منهج علمي يُعرف باختبار التحيّز في إصدار الأحكام، لقياس كيفية تعامل النحل مع المواقف غير الواضحة.

وقام العلماء بتدريب النحل على التمييز بين لونين مختلفين، أحدهما يرتبط بالحصول على السكر والآخر بعدمه، ثم عُرضت عليهم ألوان وسطية غامضة.

 وأظهرت النتائج أن النحل الذي كان في حالة مزاجية إيجابية اندفع نحو هذه الألوان بسرعة أكبر، في حين تصرف النحل الآخر بحذر واضح.

وفي تجربة إضافية، حصلت نحلة واحدة على مكافأة من السكروز، ثم سُمح لها بالتفاعل لفترة قصيرة مع نحلة أخرى لم تتلقَّ أي مكافأة. ورغم غياب الروائح أو الإشارات السمعية أو الضوئية، لاحظ الباحثون أن النحلة “المراقِبة” بدأت تتبنى السلوك المتفائل نفسه عند التعامل مع المحفزات الغامضة.

وأشارت الدراسة إلى أن الرؤية كانت العامل الأساسي في انتقال هذه الحالة، إذ اختفى التأثير عند إجراء التجربة في الظلام، ما يعزز فرضية ارتباط الظاهرة بارتفاع مستوى الدوبامين المرتبط بالمشاعر الإيجابية.

 كما رجّح العلماء أن التوتر والمشاعر السلبية قد تنتقل بالطريقة ذاتها داخل المستعمرة.

وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في مجال تربية النحل وإدارة المناحل، إذ توحي بأن توفير بيئة مستقرة وهادئة قد يكون مؤثراً بقدر أهمية التغذية والرعاية الصحية في الحفاظ على سلوك المستعمرات وإنتاجيتها.
وقد نُشرت الدراسة في مجلة Science.