واشنطن تحاصر.. والخليل تُسقط أوهام المخاتير

مادة اعلانية

فهد العملة

 فهد فايز العملة

قرار الإدارة الأميركية بمنع الوفد الفلسطيني الرسمي، برئاسة الرئيس محمود عباس، من المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة الشهر المقبل، لم يكن مجرد إجراء إداري، بل هو قرار سياسي بامتياز. أرادت واشنطن أن تقدمه على طبق من فضة لنتنياهو وبن غفير واليمين الفاشي في إسرائيل. لكنّ المستفيدين لم يقتصروا على هؤلاء، بل شملوا أيضًا خصوم منظمة التحرير وأعداء الدولة الفلسطينية، وبعض الفلسطينيين بالهوية ممن ارتضوا أن يتحولوا إلى أبواق للإسلام السياسي أو أذرع لليسار المتأيرن والمتأخون. هؤلاء وجدوا في القرار فرصة للشماتة، فنشروا كوميديا سوداء تنفث الحقد وتبث السموم على منصات التواصل.

ولم يكتفِ بعضهم بالشماتة، بل ذهبوا إلى تبنّي أوهام استعمارية بالية؛ أعادوا إحياء أطروحة نتنياهو ومردخاي كيدار حول “حكم العشائر والمخاتير في الخليل”، في محاولة بائسة لإحياء شبح “روابط القرى” التي أسقطها أطفال الحجارة والحركة الوطنية الفلسطينية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وكأن الذاكرة قصيرة إلى هذا الحد، أو كأن الخليل التي واجهت الاحتلال بصدور أبنائها العارية يمكن أن تخضع اليوم لوصفات مصطنعة صنعها العدو.

الخليل ليست مجرد مدينة على الخريطة، بل هي قلعة صمود عصيّة على الانكسار. أول من ينطق حين يُراد إسكات الصوت الفلسطيني، وآخر من يمكن أن يرفع الراية البيضاء. تاريخها شاهد على ذلك: من ساحات الانتفاضة الأولى والثانية، إلى كل محطة مواجهة كان فيها أبناؤها في الطليعة. الخليل التي دفعت أثمانًا باهظة في الدم والحصار والتشويه، لا يمكن أن تُختصر في “مخاتير” ولا أن تُحوّل إلى ساحة تجارب فاشلة.

واشنطن قد تغلق أبوابها، ونتنياهو قد يبيع أوهامه، والمتساقطون قد يصفقون على الأطلال، لكن الخليل تظل منارة تُسقط كل وهم. لقد عانت المدينة من روابط القرى والمخاتير في الماضي، لكنها دفنت تلك التجربة إلى الأبد، ولن تسمح بعودتها في ثوب جديد. من يراهن على انكسارها يجهل معدنها الأصيل، ومن يظن أن أبناءها سيتخلون عن فلسطين لا يعرف الخليل.

الخليل لا تُدار بالفتات ولا تُشترى بالأوهام. هي التي تحاسب، وهي التي تفتح “كشف الحساب” مع كل من تواطأ أو تآمر. وستظل الكلمة الفصل لأبنائها: لا راية بيضاء، ولا مكان للوهم، ولا مستقبل إلا على أرض فلسطين .

مقالات الكاتب

 فهد فايز العملة 
ما يحدث اليوم ليس مجرد اعتداء عابر ولا عملية عسكرية محدودة، بل هو إعلان فجّ عن زمن جديد أرادت فيه إسرائيل أن تجعل من الأرض العربية مسرحًا مفتوحًا لبطشها، تضرب حيث تشاء، ومتى تشاء، دون أن ترتجف يدٌ أو يعلو صوتٌ في هذا العالم الذي صُمّت آذانه وتخدّرت ضمائره.

2025 سبتمبر 10

فهد فايز العملة 


لم يكن قرار صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بإعادة خدمة العلم الإلزامية قرارًا عابرًا أو مجرد برنامج شبابي تربوي. إنه قرار سيادي جريء، جاء في لحظة فارقة، وفي مواجهة صريحة لكل من يظن أن الأردن يمكن أن يُؤخذ على حين غرة أو أن شبابه يمكن أن يركنوا إلى الراحة في زمن التهديدات والمؤامرات.

2025 أغسطس 19

بقلم: فهد فايز العملة

في زمن تحاول فيه الصور أن تزيّف الحقيقة، يبقى الوعي هو السلاح، والإيمان بعدالة القضية هو الحصن الأخير.
رأينا المشهد، وتألمنا، لكننا نعرف أن الأبطال لا تهزمهم لقطات ولا تكسِرهم مسرحيات المحتل. من يعرف مروان البرغوثي، يعرف أن النصر لأصحاب الحق قادم… مهما طال الليل.

2025 أغسطس 16